بسم الله الرحمن الرحيم



المكان :
بين بلاد الشام
وطيبة الطيبة
الزمان:
فوق أربعة عشر قرناً

أبطال القصة :
الإمام ..والمؤذن





قصة الحب التي بدأت مُحرقة

عاش معه فيها كل معاني الحب

كان بالنسبة له

كل شيء

حضن دافئ ينسى فيه المؤذن غربته

وأخوة عذبة تسلوه في بُعده عن أبناءه وأهله

وخطى يسير بها المؤذن على سنن الإمام

وأنفاس لا تعيش إلا بحبه وحب ربه

= = = = =
رحـــــــــــــــــــــــــــل الإمـــــــــام
فترك المؤذن كاليتيم
ارتحل إلى بلاد الشام وعاش مرابطاً على ثغورها

ذات منام

رآه

نعم
رآه حقاً
(من رآني في المنام فقد رآني )
رآه تماماً
رأى حبيبه
رأى شيخه
رأى الإمام
رآه بنوره وبشاشته أمامه
يحاسبه ويعاتبه
"هجرتنا يا بلال !
ألا تزورنا ؟"


فاستيقظ باكياً وسط الليل

وتوضأ وصلى ركعتين
وأسرج راحلته
أبعدها يتأخر ؟

ركب الناقة وذهب
طـــــــوى القفار




وصل قبل صلاة الفجر
فوجد الناس نياماً
وأتى الروضة فسلم
وبكى ما شاء الله أن يبكي
وليس الذي يجري من العين ماؤها .........ولكنها نفس تذوب فتقطر
وقف في عالم الذكريات
طيف الحبيب يسري..
يهز كيانه
ويلهب أشواقه
يهدّ قلبه

حان الفجر!

وأهل المدينة هجوع

تأخر المؤذن –حكمة من الله-

صعد المنارة

رفع صوته بـــ

الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر
أشهد أن لا إله إلا الله
أشهد أن لا إلـــــــــــــــه إلا الله
أشهد أن محــــ
خنقه البكاء
قام الناس
كأنهم بعثوا من القبور

"الله أكبر"
تحمل الأحاسيس
تحمل الذكريات
تحمل المشاعر

أتوا إليه
وقف يعانقهم ويعانقونه
يبكون ويبكي
ولما تلاقينا تلاقت قلوبنا .....فممسك دمع عند ذاك كساكبه

ملحمة من البكاء

عزفت الشجن على قلوب المؤمنين في مدينة الحبيب المصطفى

وعند قبره

يبكون؟

نعم

بكى الصحابة

بكوا لما سمعوا ذاك الصوت الندي دوّى مكبراً من جديد

سمعوه من جديد

بعد أن ترك الأذان مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم

ألماً على فراقه..

وهاهو قد عاد للمدينة

وعاد ليهز أعماقهم بذكريات عهدهم مع النبي الحبيب

ملحمة من بكاء

انذرفت فيها أطهر أدمع

على أطهر وجوه

في أطهر بقعة

أرأيتم شجناً أعمق من هذا؟


كم بكيت وأنا أتأمل المشهد!!


تحياتي