فضيلة العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني : س : الحقيقة - يا شيخنا - إخواننا هؤلاء أو الشباب هؤلاء جمعوا أشياء كثيرة ، من ذلك قولهم : لا بد لمن أراد أن يتكلم في رجل مبتدع قد بان ابتداعه وحربه للسنة ، أو لم يكن كذلك لكنه أخطأ في مسائل تتصل بمنهج أهل السنة والجماعة لا يتكلم في ذلك أحد إلا من ذكر بقية حسناته ، وما يسمونه بالقاعدة في الموازنة بين الحسنات والسيئات ، وألفت كتب في هذا الباب ورسائل من بعض الذين يرون هذا الرأي ، بأنه لا بد ؟ منهج الأولين في النقد ، ولا بد من ذكر الحسنات وذكر السيئات ، هل هذه القاعدة على إطلاقها أو هناك مواضع لا يطلق فيها هذا الأمر !؟ نريد منكم - بارك الله فيكم - التفصيل في هذا الأمر .

ج : التفصيل هو : وكل خير من اتباع من سلف ، هل كان السلف يفعلون ذلك !؟

س : هم يستدلون - حفظك الله شيخنا - ببعض المواضع ، مثل كلام الأئمة في الشيعة مثلاً ، فلان ثقة في الحديث ، رافضي ، خبيث ، يستدلون ببعض هذه المواضع ، ويريدون أن يقيموا عليها القاعدة بكاملها دون النظر إلى آلاف النصوص التي فيها كذاب ، متروك ، خبيث !؟

ج : هذه طريقة المبتدعة حينما يتكلم العالم بالحديث برجل صالح وعالم وفقيه ، فيقول عنه : سيء الحفظ ، هل يقول : أنه مسلم ، وأنه صالح ، وأنه فقيه ، وأنه يرجع إليه في استنباط الأحكام الشرعية ، الله أكبر ، الحقيقة القاعدة السابقة مهمة جدًا ، تشتمل فرعيات عديدة خاصة في هذا الزمان .

من أين لهم : أن الإنسان إذا جاءت مناسبة لبيان خطأ مسلم ، إن كان داعية أو غير داعية !؟ لازم ما يعمل محاضرة ويذكر محاسنه من أولها إلى آخرها ، الله أكبر ، شيء عجيب والله ، شيء عجيب ، [ ضحك الشيخ - رحمه الله - هنا تعجبًا ] .

س : وبعض المواضع التي يستدلونها مثلاً : من كلام الذهبي في " سير أعلام النبلاء " ، أو في غيرها ، تحمل شيخنا على فوائد : أن يكون عند الرجل فوائد يحتاج إليها المسلمون ، مثل : الحديث !؟

ج : هذا تأديب يا أستاذ مش قضية إنكار منكر ، أو أمر بمعروف يعني الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما يقول : ( من رأى منكم منكرًا فليغيره ) . هل تنكر المنكر على المنكر هذا ، وتحكي إيش محاسنه !؟

س : أو عندما قال : ( بئس الخطيب أنت ) ، ولكنك تفعل وتفعل ، ومن العجائب في هذا قالوا : ربنا - عز وجل - عندما ذكر الخمر ذكر فوائدها !؟

ج : الله أكبر ، هؤلاء ﴿ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ ﴾ ، سبحان الله ، أنا شايف في عندهم أشياء ما عندنا نحن .

" سلسلة الهدى والنور " : [ 855 ]