منتدى مدينة الملوك - مديرية جبن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى مدينة الملوك - مديرية جبندخول

منتدى مدينة الملوك - مديرية جبن


descriptionعلم اليمنأهمية دراسة التاريخ

more_horiz

أهمية دراسة التاريخ


لما كان التاريخ مرآة الأمم ، يعكس ماضيها، ويترجم حاضرها ، وتستلهم -من خلاله- مستقبلها، كان من الأهمية بمكان الاهتمام به، والحفاظ عليه، ونقله إلى الأجيال نقلاً صحيحاً، بحيث يكون نبراساً وهادياً لهم في حاضرهم ومستقبلهم . فالشعوب التي لا تاريخ لها ، لا وجود لها، إذ به قوام الأمم، تحيى بوجوده وتموت بانعدامه.

ونظراً لأهمية التاريخ في حياة الأمم، فقد لجأ أعداء هذه الأمة -فيما لجؤوا إليه- إلى تاريخ هذه الأمة، لتفريق جمعها، وتشتيت أمرها، وتهوين شأنها، فأدخلوا فيه ما أفسد كثيراً من الحقائق، وقلب كثيراً من الوقائع، وأقاموا تاريخاً يوافق أغراضهم، ويخدم مآربهم، ويحقق ما يصبون إليه.

وهذا المقال سيكون بمثابة مدخل بسيط لهذا الموضوع نقصر القول فيه على بيان أهمية التاريخ في حياة الأمم عموماً وحياة المسلمين خصوصاً فنقول:

1- التاريخ يعين على معرفة المتعاصرين من الناس، ويسهم في تحديد الصواب من الخطأ حال تشابه الأسماء والاشتراك فيها.

2- التاريخ الموثق يُمكِّن من معرفة حقائق الأحداث والوقائع ومدى صدقها ، كما حصل في كتاب أشاعه اليهود أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أسقط فيه الجزية عن أهل خيبر، وفيه شهادة معاوية، وسعد بن معاذ، وعند التحقيق والتدقيق يتبين لنا أن معاوية أسلم بعد الفتح، و سعد قد مات يوم بني قريظة، قبل خيبر بسنتين، وبهذا نعلم عدم مصداقية هذا الخبر.

3- التاريخ يعين على معرفة تاريخ الرواة، من جهة وقت الطلب واللقاء، والرحلة في طلب العلم، والاختلاط والتغير، وسنة الوفاة، وحال الراوي من جهة الصدق والعدالة.

4- التاريخ له أهمية في معرفة الناسخ والمنسوخ، إذ عن طريقه، ومن خلاله يعلم الخبر المتقدم من المتأخر.

5- التاريخ تُعرف به الأحداث والوقائع وتاريخ وقوعها، وما صاحبها من تغيرات ومجريات.

6- التاريخ يعين على معرفة حال الأمم والشعوب، من حيث القوة والضعف، والعلم والجهل، والنشاط والركود، ونحو ذلك من صفات الأمم وأحوالها.

7- التاريخ الإسلامي صورة حية للواقع الذي طُبق فيه الإسلام، وبمعرفته نقف على الجوانب المشرقة في تاريخنا فنقتفي أثرها، ونقف -أيضاً- على الجوانب السلبية فيه فنحاول تجنبها والابتعاد عنها.

8- التاريخ فيه عظات وعبر، وآيات ودلائل، قال -تعالى-: {قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين} [الأنعام:11] .

9- التاريخ فيه استلهام للمستقبل على ضوء السنن الربانية الثابتة التي لا تتغير ولا تتبدل ولا تحابي أحداً.

10- التاريخ فيه شحذ للهمم، وبعث للروح من جديد، وتنافس في الخير والصلاح والعطاء.

11- التاريخ يبرز القدوات الصالحة التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، وتركت صفحات بيضاء ناصعة، لا تُنسى على مر الأيام والسنين.

12- ومن أهم ما تفيده دراسة التاريخ معرفة أخطاء السابقين، والحذر من المزالق التي تم الوقوع فيها عبر التاريخ، أخذاً بالهدي النبوي فيما يرويه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين»(1) متفق عليه.

ما أهميه التاريخ الإسلامي لنا اليوم؟

إن لدراسة التاريخ -وبالأخص الإسلامي- فوائد كثيرة جمة، ولهذا عني القرآن الكريم وعُنيت سنة خير المرسلين -صلى الله عليه وسلم- بقص أخبار الماضين، وذكر طرف من تاريخ الغابرين, بل أذن -صلى الله عليه وسلم- في أن نحدث عن بني إسرائيل ولا حرج, وكل ذلك يدل على أهمية الاعتبار بأخبار السالفين ولعل ذلك يدخل في عموم الأمر {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا...} [النمل: من الآية69] في نحو أربع آيات من القرآن، فالسير سير حسي ومعنوي، وكذلك النظر.

ولعل من أهم فوائد دراسة التاريخ الإسلامي الظاهرة ما يلي:

1. معرفة أخبار الأنبياء والمرسلين، وحسبك بهذه فائدة تزيد الإيمان, فإن من الإيمان بالرسل معرفتهم, وقراءة ما أُرخ عنهم من جملة الأسباب المعينة على ذلك ولا سيما كتب التواريخ التي تهتم بالأسانيد أو تذكر الصحيح.

2. معرفة أخبار المجددين والمصلحين، فإن العلم بأحوال هؤلاء يرفع الهمة, ويدفع اليأس, ويبقي في النفس أملاً, بل يوقد فيها جذوة العمل الدؤوب لأجل الإصلاح والدعوة.

3. معرفة عوامل قيام الدولة وأسباب سقوطها, فالتاريخ يلخص لك حقبة كاملة وعمر دولة عظيمة في سطور, والدول شأنها في هذه الحياة شأن كل شيء يجري عليها قانون للأسباب, ونواميس الكون وسننه فالمتأمل في صفحات التاريخ يلحظ سبب نشؤها ويجد أسباب قوتها, ويلمس أسباب ضعفها, ويرقب أسباب موتها أو قتلها.

وإنك لتعجب عندما تجد حسن استقراء بعض الأئمة للتاريخ الغابر ومن ثم حسن انتزاعهم منه نواميس وقوانين يحكمون بناءً عليها فقل أن يخطئ حدسهم.

فهذا ابن القيم الإمام يخبر عن شيخ الإسلام أنه «أخبر أصحابه بدخول التتار الشام سنة تسع وتسعين وستمائة, وأن جيوش المسلمين تكسر, وأن دمشق لا يكون بها قتل عام ولا سبي عام, وأن كلب التتر يكون في الأموال, وهذا كله قبل أن يهم التتار بالحركة, ثم أخبر الناس والأمراء سنة ثنتين وسبعمائة لما تحرك التتار, وقصدوا الشام أن الدائرة والهزيمة عليهم, وأن الظفر والنصر للمسلمين, وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يميناً, فيقال له: قل: إن شاء الله، فيقول : إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً, قال ابن القيم: وسمعته يقول: فلما أكثروا علي قلت: لا تكثروا, كتب الله في اللوح المحفوظ أنهم مهزومون في هذه الكرة, وأن النصر لجيوش الإسلام, إلى أن قال ابن القيم: وكانت فراسته الجريئة في خلال هاتين الواقعتين مثل المطر»(2).

قلت صدق الله: {إن في ذلك لآيات للمتوسمين} [الحجر :75]، ولكن من يستطيع قراءة التواريخ والسنن مثل شيخ الإسلام ؟

غير أن الأصل باق فإن قراءة التاريخ ومعرفة السنن تشير إلى شيء من واقع الناس المرتقب، وقد مرّت بنا أحداث عظام قبل نحو اثنتي عشرة سنة، توسم فيها بعض العالمين بالسنن وتواريخ الأمم ما يمكن أن تمسي عليه الحال في العراق وما تاخمها فكان كما رؤي وما ذاك عن رجم بالغيب أو كشف معجز، بل هي السنن وقراءتها في تواريخ الأمم وأهل الإسلام، والله المستعان.

ومن نحو هذا القسمة التي تنبأ بها شكيب أرسلان إثر معاونة بعضهم لأهل الاستعمار في التاريخ القريب.

4. ومن خلال قراءة التاريخ تؤخذ المواعظ والعبر, ويذكر الناس ويرعووا, فإن الأمثلة الحية الواقعية والنماذج التي كانت ملء السمع والبصر, تؤثر في النفوس أخبارها.

• فيرعوي المقصر المفرط حين يرى المثلات التي نزلت بالناس من قبله.

• وينشط الخامل الكسول عندما يرى أحوال أئمة الدين من العلماء العاملين، والعباد الصالحين والأئمة المرضيين.

• ويجد الخطيب أو الداعية نماذج تفيده في بيان عاقبة من امتثل الأمر والنهي, ونهاية من أعرض عن الذكر, كما يجد الموعظة الحسنة ، والحكمة البليغة.

5. ومن فوائد قراءة التاريخ طرد روح العجز وإبعاد الخور, وملء النفس بالتفاؤل وبث الأمل فيها وفي المجتمع, فكم من أمة بلغت من العتو والاستكبار مبلغاً فجاءها أمر الله ليلاً أو نهاراً فجعلها حصيداً كأن لم تغن بالأمس {وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ وَاتَّبَعُواْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} [هود :59]، {فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً و..انُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنصَرُونَ} [فصلت :15ـ16]، وكل ذلك في التاريخ المذكور مفصّل مأثور.

هذا وكم من إنسان قرأ في تاريخ الإسلام ففاضت عينه ورق قلبه, وارعوى عن إثمه وترك غيه.

فلا عجب أن ترى الدعاة الموفقين ليتلون من تاريخنا ما يكون لهم خير عون في هداية الناس.

وفي قراءة التاريخ فوائد أخرى غير ما ذكر ، يعرفها من اشتغل به، وأحسن قراءته وفق منهج مرضي لا يتسع المقام لبسطها، غير أنه يحسن التنبيه إلى أن الفائدة من التاريخ إنما تكمل إذا كان لدى المرء منهج وفهم عند قراءته فيعرف ماذا يقرأ وماذا يترك وكيف يحكم ويقيم ما يقرأ.

أما من يقرأ ثم يأخذ ما هب ودب فقد يسيء، ولهذا كان جديراً بمن أراد الانتفاع من التاريخ والسير أن يقرأ مقدمات في فهمها على أهل العلم الراسخين حتى تكمل فائدته، والله أعلم وأحكم.





ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

(1) رواه البخاري (5782) ، ومسلم (2998) عن أبي هريرة

(2) « مدارج السالكين » (2/489) .
المصدر
شبكة اصاله الاسلاميه



أهمية دراسة التاريخ D1%20(20)


أهمية دراسة التاريخ Jaxrzqau8i

descriptionعلم اليمنرد: أهمية دراسة التاريخ

more_horiz
مشكور بارك اللة لك
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد