رَعَفَ القصيدُ
****
نَسَجَ النَّوَى بَيْنَ القلوب ِعَوازلَهْ
وأقام َ أسْوارا ً وَعَزَّزَ نابلَهْ
رَعَف ََ القصيد ُ وليْلُهُ متسربل ٌ
بحَنين ِ رَحَّال ٍ أعَدَّ قوَافِلهْ
حلَّ الضَّبابُ وغَلَّفَتْ أستارُه ُ
قمرَ الرَّبيع ِ فجَرَّدَتْهُ جَدَائلَهْ
خضَّبْت ُ حِنَّائِي لِعُرْس ِ أزاهِري
ونقشتُ منْ عطش ِالهُيام ِرسائِلَهْ
حَلَّقتُ فِي الحُلم ِالجَميل ِ يشدُّنِي
حبلُ الوفاء ِ لأستعيدَ سَنـابلَـهْ
أبْرَقتُ مِنْ قلب ِ الرُّكام ِ مَواجعِي
ونشدْتُ مِنْ وقْع ِ الظلام ِ جَحَافلَهْ
فاسْتغْشى مِنْ صوت ِالأنين ِثِيابَه
بلْ عَضَّ مِنْ صفع ِالبرود ِأنامِلَهْ
مِنْ حالِك ِ الليْل ِ اسْتمَدَّ جُحُودَهُ
وأراقَ فِي كأس ِ الملام ِقنابلَهْ
يا أيُّها الناعِي سَجَايَا أمَّة
نُفِختْ جُيوبُكَ فاشتريْتَ الزائِلَةْ
فالبَحْرُ يَا جَشع َ النفوس ِ مَآلُه
عِندَ الشَّواطِئ يَسْتمِيلُ سَواحِلَه
ألفيْتَ فِي كبد ِ البراءَة ِ موْطنا ً
لهوىً بنفسِك فاسْتبَحْتَ خَصَائِلَهْ