ترحل..
كلمة, انتفض بها كياني
في دلك المشهد الغريب...
غريب...
لأنه كلما رحل كنا نعلم بعودته
مع شمس المغيب
ليمر على احبابه
كريح المسك والطيب.
يقبل جبين الاقصى
ويرسم شارة النصر القريب...
لا ترحل
هي كل ما جال في فكري
وهو يصعد سلم الطائرة.
متخليا عن بدلته العسكرية
وعن كوفيته الساحرة
كانه الفارس ترجل
تاركا وصيته الاخرة
لا ترحل
فكأنه الوداع الاخير.
كانه الخروج مرة أخرى
لكن إلى أين يا أبا عمار؟
هل إلى فلسطين ثانية؟
ام إلى تابوت صغير؟
منعت نفسي عن التصديق
ومنعت عقلي عن التفكير
وحبست الدمع في عيني
وقلت ... لا ترحل...
لا ترحل...
فالأرض باقية لا ترحل
والأشجار تعلو ولا ترحل
والأحلام نحققها كي لا ترحل
والتاريخ يعيد نفسه
كي لا يرحل...
لا ترحل...
ليس الآن...
وليس غدا...
ولا بعد خمسين عام,
فأنت الأرض وآلا شجار
وأنت بيوت الأيتام,
أنت التاريخ والمستقبل
وأنت وجع الأيام,
أنت الرمز فينا...
وأنت فارس الأحلام,
أنت الفرس الجامح
وأنت طير الحمام...
لا ترحل
لا ترحل أيها الختيار العنيد,
كلمات لاحقت الطائرة
وهي تقلع إلى مكان بعيد,
وقفت,
ونظرت إلى شعبك المعطاء
العتيد,
والى رايات
تطاول السحاب وتزيد,
وسمعت كلماتك الخالدة
شهيدا شهيدا شهيد,
حينها أدركت
انك باق فينا
وانك
أبدا لن ترحل.....

شعر زياد البسا يطه




امطري ياعين دمعـــــــــا ..................... حبسته رغما ؛ طوال ايـــام

وتجمدي يا عروق بالدمــا .................... واصمت, يا قلب عن الكــلام

يا فلسطين الجريحة,اصبري.................. هو, ذا سهم يزيد في الالام

لملمي اشلاءك وابحثــــــــي.................. عن نور,يضيء حلكة الظلام

قدسنا اليوم ,تبكي فارسا................... رجل حرب, وبطل ســــــــلام


يا ابــا عمــــار كنت دومــا ................... ابــا واخــــا وقائدا, مــقدام

ارحمة الله بالعطر اغمـري ..................... ذكرى ستبقى حيــة لا تنام

واتشحي يا دنيا بالـسواد...................... لرحيل اخر الرجـال العظـام

عرفاتُ قد نالَ الشـهادةَ وانْطوى

*** جَسَـداً عن الدُّنيا فـباقٍ ذِكْـرُهُ


عرفاتُ دَرْسٌ للخلائقِ في الفـِدا
*** عـرفاتُ رَمْزٌ للتَّحَــرُّرِ إسْــمُهُ


قد سـَـطَّرَ التاريخُ قصَّـةَ ثائِرٍ
*** مُذْ كـان طِـفلاً ما تراجَــعَ عَزْمُهُ


جـَبَلٌ تَجَـذَّرَ في روابي أَرْضِهِ
*** كالطَّـوْدِ صَـلْباً ما تفَـتَّتَ صَـخْرُهُ


مُذْ كُنتَ طِـفلاً يانِعـاً مُتَأسِّياً
*** لِعَـذابِ شَـعْبٍ قد تَعَـمَّق جُرْحُهُ


فَحَمَلْتَ أَثْقالَ الهـُمومِ مُبَكَّـراً
*** وطَـرَقْتَ باباً للصِّـعابِ طَريقُـهُ


وقَطَفْتَ من أَعلى العـُلومِ شـهادةً
*** في عَـهدِ ظُـلْمٍ قد تَفَشَّـى جَـهْلُهُ


وظَفِـرْتَ من أَعلى المراتب مِهْنَةً
*** وجَـمَعْتَ مالاً ما أَضَـلَّكَ سِـحْرُهُ


ضَحَّيْتَ في عُشِّ الزَّواجِ بِحـينِهِ
*** منْ أجْـلِ وطَـنٍ قد تأَلَّمَ شَـعْبُهُ


أَنْفَـقْتَ مالَك في سَـخاءٍ نادِرٍ
*** لبزوغِ فَجـْرٍ للجهـادِ سـبيلُهُ


وسَـلَكْتَ دَرْباً شـائكاً مُتَعَـرِّجاً
*** تَطـوي الصِّعابَ فما أعـاقَك شَوْكُهُ


جَمَّعْت شـَعْباً قد تَشَتَّتَ شَـمْلُهُ
*** حـولَ الهـويَّةِ قد تنادى جُـنْدُهُ


لَبُّوا نداءَكَ كالحَـجيجِ وكَـبَّروا
*** نَفْـديكَ يا وَطَـناً تُقَـدَّسَ أَرْضُهُ



أَيْقَظْتَ جيشَ العُـرْبِ بعد هزيمةٍ
*** حـاقَتْ بهم غَـدْراً تَناثَرَ شَـرُّهُ


طُفْتَ البَرارِي في اللَّيالي مُسْـهَداً
*** والنَّاسُ في نَوْمٍ يَطـيبُ سُـباتُهُ


طُفْتَ الدُّنا سَـفراً طويلاً مُضْـنِياً
*** شَـرْقاً وغـَرْباً ما ثَناكَ ضَناؤُهُ


بَحْثاً عن الوَطَنِ السَّـليبِ وَحَقِّـهِ
*** في عـالمٍ أَعمى تعـاظَمَ ظُلْمُهُ


♣ ♣ ♣ ♣ ♣

نَعَـتوهُ بالإرهـابِ في قاموسِـهِم
*** بدَهـائِهِ المعْـهودِ غُيِّر نَعْــتُهُ


قـاموا بتعديلِ المُسَـمَّى عُــنْوةً
*** لِمُناضِـلٍ حُـرٍّ تشـرَّدَ شَـعْبُهُ



وَحُرِمْتَ من أََرضٍ تناضِلُ فوقَهـا
*** ونُفـيتَ غَـدْراً قـد تأبَّطَ شَـرُّهُ


وطُعِنْتَ من غَـدْرِ العُمومةِ مُكْرَهاً
*** فشربْتَ كأسـاً قَـدْ تَعَـلْقَمَ مُرُّهُ


عانيتَ من غَـدرِ الأخُوَّةِ صـابِراً
*** في مَهْدِ يوسُـفَ حيثُ نُفِّذَ غَدْرُهُ


قذفوه في بئْرٍ سـحيقٍ مُظْـلِمٍ
*** طِفـلٌ بريءٌ ما تصـلَّبَ عَظْـمُهُ


فرعـاهُ رَبُّ العالمين بِعَـدْلِهِ
*** عـِلْماً وحُـكْماً قَدْ تسـامى عَـقْلُهُ


ودَعَتْهُ امرأةُ العزيزِ لِحُبِّهـا
*** فَأبى الخِـيانةَ واسـتَعَفَّ فُـؤادُهُ




واخْتارَ سِـجْناً في الحياةِ لِيَبْتَغي
*** قَصـْراً منيفـاً في الجِنانِ مكانُهُ


ما ضَرَّ يوسُفَ غَـدْرُ إخْـوَتِهِ بِهِ
*** خـابوا جَـميعاً قـد تَحَقّـَقَ حِلْمُهُ


ما ضَرَّ يوسُفَ كيْدُ من هَـمَّتْ بِهِ
*** كَـذَبَتْ وبـانَ الحق شهد قميصه


♣ ♣ ♣ ♣ ♣

حوصِرْتَ من قِبَلِ العَـدُوِّ لتنْحَني
*** خَسِـيءَ العَـدُوُّ فقـد تبدَّدَ ظَـنُّهُ


وهُجِرْتَ من قِبَلِ الأُخُوَّةِ خَشْـيةً
*** من بَطْشِ شـيطانٍ تَطـايرَ شَـرُّهُ


ورَفَضْـتَ إبعاداً بكُلِّ صَـرامةٍ
*** واخْـتَرْتَ حَـلاًّ للشِـهادةِ دَرْبُهُ


أنْتَ الشُّـعوبُ بِظُلمِهـا وكِفاحِها
*** ما ذُلَّ شَـعبٌ قـد تَكَسَّـرَ قَـيْدُهُ


♣ ♣ ♣ ♣ ♣

وأَمامَ نَعشِـكَ أُخْفِضَتْ هـاماتُهمْ
*** لزَعـيم شَـعْبٍ قَدْ تعالى شَـأْنُهُ


وأمامَ نَعشِـكَ تُكِّسَـتْ أعـلامُهمْ
*** لزَعـيم شَــعْبٍ قد تَجَـذَّرَ حُـبُّهُ


نَثروا عليه الوَرْدَ بعدَ تنكُّـرٍ
*** عـلِموا أخيراً أن هـذا قَـدْرُهُ


شُـيِّعْتَ بَطَـلاً في العواصِمِ جُلِّها
*** فتبسَّـمَ التـاريخُ أُشْـرِعَ بابُهُ


فَدَخَـلْتَ للتّاريخ من صُـنَّاعِـهِ
*** لتُضيفَ فَصْـلاً سـاطِعاً إشْعاعُهُ


قدْ لفَّك الشَّـعبُ العـظيمُ بِحُبِّهِ
*** يَرنو إِليـكَ شِـمالُهُ وجـنوبُهُ


♣ ♣ ♣ ♣ ♣








عـرفاتُ غـابَ فلا تنازُلَ يُرتَجَى
*** عـرفاتُ في دمِنا تَغَـلْغَلَ فِكْـرُهُ


ما عاشَ فينا مَنْ يُفرِّطُ بعـدَهُ
*** بحقـوقِ شـعبٍ قد تعاظَم وَعْـيَهُ


فأمانةُ الفـاروقِ فينا شِـرْعَةٌ
*** سـنُعيدُها يومـاً ليُنْشَـرَ عَـْدلُهُ


فالقُـدسُ خَطٌّ أحـمرٌ بدمائنا
*** وبدونهـا فـالموتُ يحـلو طَعْمُهُ


وحقوقُ عَوْدتِنا لأَرضِ جُـدودِنا
*** عَهـدٌ عَـلينا في القُلوب نصـونُهُ


♣ ♣ ♣ ♣ ♣

أطـفالُنا في كـلِّ يومٍ تُـولدُ
*** أطـفالُنا عـرفاتُ فيهم إِسْـمُهُ


أشـبالُنا في كــلِّ يومٍ تَكْـبَرُ
*** أَشـبالُنا عـرفاتُ فيهم نَهْــجُهُ


وشبابُنا إصرارُهمْ يتَجَـدَّدُ
*** فشـبابُنا عـرفاتُ فيهم فِعْـلُهُ


وشـيوخُنا في كُلِّ صُـبْحٍٍ تضْرعُ
*** فشـيوخُنا عـرفاتُ فيهم فِكْــرُهُ


ونساؤُنا في الحقْـل ظلَّت تَزْرَعُ
*** فنسـاؤُنا عـرفاتُ فيهم صَـبْرُهُ


أجـيالُنا بالنَّصـرِ دوماً تَحـلُمُُ
*** أجـيالُنا عـرفاتُ فيهم حِـلْمُهُ


أشـجارُنا في كـلِّ يومٍ تُورِقُ
*** ليَـدومَ للعَـلمِ الحبيبِ خَضَـارُهُ


ودماؤُنا في كـلِّ يومٍ تَنْزِفُ
*** ليَـدومَ للعَـلمِ الحبيبِ حَـمارُهُ










وعدوُّنا في كـلِّ يومٍ يحـزَنُ
*** ليَــدومَ للعَـلمِ الحبيبِ سوادُهُ


أولادُنا للعـلمِ ظلَّت تنهــلُ
*** ليَـدومَ للعَـلمِ الحبيبِ بياضـُهُ


♣ ♣ ♣ ♣ ♣

فالنَّصْـرُ آتٍ لا مَحـالةَ نَيْلُهُ
*** والظُّـلْمُ حتماً سوفَ يُجْنى حَتْفُهُ
والحـقُّ دوماً لا جدال بنَصْـرِهِ
*** والظُّـلْمُ قطعـاً للهلاكِ مصيرُهُ