عندما قامت الوحدة اليمنية –حفظها الله- سمعنا الأخ الرئيس يقول بأن اليمن مستعدة إعطاء ألمانيا التي كانت حينها في طور الوحدة دروساً يمنية في الوحدة (كدروس تقوية) مثلاً.
اليوم وبعد (18 عاماً) صرنا بحاجة إلى أن نتعلم من ألمانيا (ألف باء) الوحدة، وقد أصبحت دولة ناجحة ومتطورة ومستقرة، ولا حديث لديهم عن الوحدة، فقد تجاوزوها وكفوا عن ترديد كلمة (وحدة)، لأنها ذابت تماماً في روح الشعب الألماني بنظام عادل، ومؤسسات يسيرها القانون وذلك بفعل الديمقراطية، والتي لا معنى لها ولا طعم ولا رائحة بعيداً عن (التبادل السلمي للسلطة).
ولذلك فقد تبادل على حكم ألمانيا منذ وحدتها أكثر من أربعة مستشارين تقريباً ومستشارة، بينما ذهب الأخ الرئيس –وفقه الله- الذي هو عندنا (الكل بالكل) في إعاقة عملية (التبادل السلمي للسلطة)، (طبعاً) مرغماً من الجماهير اليمنية، في الوقت الذي استطاع فيه (مانديلا) أفريقيا، وقبله (ديجول) فرنسا، من إرغام الجماهير لقبول قرارهما برفع الترشح الدستوري لولاية ثانية حفاظاً على مشروع (التبادل السلمي للسلطة) الذي يحفظ الوحدة والتطور، هذا مع الفارق.
إن الوحدة تنهزم عندما تنهزم الديمقراطية وتشعر بانتصار الديمقراطية الذي لا يتحقق إلا بتحقق التبادل السلمي الغائب والمعاق بقرار وإرادة سياسية لم يحالفهما التوفيق، وزاد الطين بلة وجود ونمو ظاهرة ما يسمى بـ(الأسرة الحاكمة) بعد أربعة عقود من قيام الثورة التي قامت ضد حكم الأسر والعائلات.
أقول هذا، وأجري على الله، لأنني أرى الوحدة الحبيبة والمباركة مهددة ولم تعد أوهاماً في رؤوس الحاقدين، وهي مهددة بالعودة إلى شطرين، بل إلى نتف عدة، بحسب قول الأخ الرئيس، ليس لأن شعبنا قد خاصم أو تخلى عن الوحدة، بل بسبب التقاء المشاريع الصغيرة المتمثلة بأصحاب الدعوة للإنفصال بوجود مشروع صغير اسمه دولة الوحدة، وهكذا أريد له، ولن ينقذ هذا الخطر إلا تحويل دولة الوحدة إلى مشروع كبير بحجم الوطن عن طريق عملية قيصرية لإنقاذ (التبادل للسلطة) والابتعاد الفوري عن المعالجات العقيمة التي تقوم بها السلطة، وتؤكد الاستمرار في ثقافة إعاقة (التبادل السلمي للسلطة)، وما زال لدى الأخ الرئيس فرصة حقيقية، ربما أخيرة، تبدأ بإزاحة من حوله من الذين عملوا ويعملون على دفعه لإعاقة (التبادل السلمي) عن طريق سياسة (فجعه بالصومال يرضى باليمن)!!
وفي الوقت الذي يتعافى الصومال، سنأخذ نحن مكانه لو لم يتم الرحيل والترتيب المشرّف لمبدأ (التبادل السلمي للسلطة)، وإذا كابرنا فما علينا سوى انتظار سقوط مثل سقوط (سياد بري) وقد نتبادل الأدوار مع الصومال، عندها لن يرحمكم الله، وسيكون للتاريخ كلمة، ربما لا تستحقونها فيما لو تداركتم الأمر.
الله يهديه والله اننا فرحنا كل الشعب اليمني بالوحده لاكن
في بعض التقصير في حق الجنوبيين اسمحلي لو كان تعليقي بعيد شوي عن الموضوع اخوي الوان الطيف لذا هذه المضاهرات التي شهدت والمشاكل انشاء الله يكون لها ايجابيان وليس سلبيات كما يفعل في لبنان والصومال والعراق من حرب شوارع