ياسر طفل في الثامنة أجبرته قسوة والده على الهرب مكبلا بالقيود

ياسر طفل في الثامنة أجبرته قسوة والده على الهرب مكبلا بالقيود Yasserكثيرة هي القصص والحكايات المأساوية التي تطالعنا بها العديد من الصحف والمجلات بين الفينة والأخرى للانتهاكات والممارسات الوحشية التي يتعرض لها الأطفال.

والتي غالبا ما يكون أبطالها آباء وقد تزايدت في الآونة الأخيرة حالات التعذيب التي يتعرض لها الأطفال، والتي لم تكن مألوفة في مجتمعنا، غير أن صمت السلطات والمنظمات المهتمة بحماية الطفولة قد مهد الأرض أمام ضعاف النفوس من عديمي الإيمان لارتكاب جرائمهم البشعة.

من بين تلك القصص والحكايات المأساوية تتجلى قصة الطفل ياسر ذي الثمانية أعوام، الذي أجبرته قسوة أبيه الذي أذاقه شتى صنوف التعذيب على الهرب مكبلا بالقيود والدماء تنزف من قدميه الهزيلتين، مفضلا الهرب والسير نحو المجهول للخلاص من الواقع المؤلم الذي يعيشه مع إخوته.

عثر ثلاثة ضباط من معسكر لبوزة المرابط بمدينة عقان مديرية المسيمير بينما كانوا في طريق عودتهم إلى المعسكر في مفرق مثلث العند على الطفل ياسر مستلقيا بمحاذاة الخط العام، وهو مكبل بالقيود، بعد أن أنهكه التعب والجوع والعطش.

الضباط الثلاثة محمد مقبل هادي وأحمد محمد الشراري ومحمد محمود عياش قاموا بواجبهم الإنساني والديني حيث سارعوا إلى أخذه من قارعة الطريق، وقاموا باصطحابه معهم إلى المعسكر بعد أن قدموا له الطعام والشراب، وعملوا على تخليصه من القيود.

الطفل ياسر، وبعد مضي أسبوع على مغادرته منزل والده الذي لم يكلف نفسه حتى الإبلاغ عن فقدان فلذة كبده، يروي لـ«الأيام» تفاصيل قصته المأساوية بكل وضوح وطلاقة والدمع يترقرق في عينيه.. يقول: «اسمي ياسر عبدالباري محمد عبدالله فقيه، عمري 8 سنوات، من زبيد بالحديدة، ونسكن في الضالع، ولدي 4 أخوة، هم توفيق 12 عاما وياسين 10 أعوام وفياض 6 سنوات وناصر 3 سنوات.

وقد هربت من المنزل لأن والدي يقوم بضربي وتعذيبي كل يوم، ويجبرني يوميا على الذهاب إلى السوق لبيع الحلوى، وأحضر له يوميا 500 ريال، ويقوم بتقييدي أنا وأخي توفيق، ويحبسنا في المنزل، وسبق أن هربت إلى الأمن في الضالع، وحضر والدي وعمل التزام بعدم ضربي وتقييدي. وعند عودتي إلى المنزل قام بضربي بواير (سلك كهربائي)، ولايستطيع أحد في المنزل أن يكلمه، وقد قام أبي بصنع قيد كبير ووضعه على رجولي، وهو يسرح الصباح ولايعود إلا في المساء. وأنا على هذه الحالة، لهذا لم أجد أمامي إلا الهرب، وأتحمل ألم القيود والجروح التي أحدثتها القيود في أرجلي، فهذا أفضل من أن أعيش معه، فحياتنا أنا وإخوتي وأمي خوف ورعب، ولا أرغب بالعودة إلى المنزل لأن أبوي سوف يقتلني، وقد هربت من المنزل للذهاب إلى جدي الذي سمعت بأنه في الحديدة واسمه حجرم».

الإخوة محمد مقبل هادي ومحمد محمود عياش وأحمد محمد الشراري هم من ضباط معسكر لبوزة ويقومون برعاية الطفل ياسر، وطلبوا نشر صورة الطفل، ودعوة كل من يتعرف عليه من أهله وأقاربه إلى التواصل معهم عبر الهواتف التالية: 777044818 أو 711429924.