أقولُها صَرَاحَة -والصّراحة صعبةٌ (اليومَ) لا راحَة!- :

إِنَّ أَشَدَّ مَا يُزْعِجُنِي ، وَأَعْظَمَ مَا يَسُوؤُنِي ، وَأَكْثَرَ مَا يُؤَرِّقُنِي -مِن كُلِّ الجِهات- : مَنِ (اجْتَمَعَتْ) فِيهِ هَذِهِ الصِّفَات ، أَوِ (انْفَرَدَ!) بِبَعْضٍ مِنْهَا _عَافَانَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ مِن هاتِهِ البَلِيَّات_:

مُكَابَرَةُ الجَاهِلِ ...

وَ.. مُجَادَلَةُ السَّفِيهِ ...

وَ.. لَجَاجَةُ الأَحْمَقِ ...

وَ.. تَهَوُّرُ الجَبَانِ ...

وَ.. تَبَجُّحُ الغُمْرِ...

وَ.. تَشَيُّخُ الفَتَى...

وَ.. تَفَاصُحُ العَيِيِّ...

وَ.. تَعَاظُمُ الخَوِيِّ ...

وَ.. تَكَبُّرُ الفَاشِلِ ...

وَ.. وَقاحَةُ الكَذُوبِ ...

وَ.. تَفَلْسُفُ البَلِيدِ ...

وَ.. غُرُورُ الفَارِغِ ...

وَ.. تَطَاوُلُ المَجْهُولِ ...

وَ.. تَعَالُمُ الجَهُولِ ...

وَ.. صَفاقَةُ الظَّلُوم ...

وَ..تَوَاطُؤُ الحِزْبِيِّ ...

وَ..اسْتِطَالَةُ الغَبِيِّ ...

وَ..تَقْلِيدُ الغِرِّ ...

وَ.. تَنَمُّرُ الهِرِّ ...

وَمَا أجْمَلَ مَا قِيلَ -ِممّا دارَ عَلَى الأَلْسُنِ ، وَتَدَاوَلَتْهُ الشِّفَاه- : «رَحِمَ اللهُ امْرَءَاً عَرَفَ قَدْرَ نَفْسِه»!

لكنْ ؛ مَا شَأنُنَا فِيمَنْ لا يَرْحَمُ نفسَه ؟! ثُمَّ يُعْظِمُ على الآخرين سُوءَه ، وَبَلاءَهُ ، وَبأسَه!!

صَدِيقُكَ -يا رَجُل- مَنْ واجَهَك ، وَنَصَحَك ، وَصَدَقَك ، لا مَنْ واطَأَك ، واسْتَرْضاك ، وَصَدَّقَك -فيما لا يَعلَمُ على ما لا يَدرِي!!-.

فاسْتَيقِظ ، وَاصْحُ!!

... فَبِاللَّهِ عَلَيْكَ _يَا مَنْ تُرَاقِبُ رَبَّكَ ، وَتَسْتَشْعِرُ عَظَمَتَهُ مِنْ عَلْيَاءِ عَرْشِهِ_ أَيْنَ أَنْتَ _فِيمَا أَنْتَ فِيهِ !_ مِنْ صِنْفٍ آخَرَ _عَالٍ_ مِنَ النَّاسِ ؛ هُمْ :

«مَنْ جَمَعَ خَمْسَةَ أَوْصَافٍ ؛ مُعْظَمُهَا :

الإِخْلاَصُ .

وَالفَهْمُ .

وَالإِنْصَافُ .

وَرَابِعُهَا _وَهُوَ أَقَلُّهَا وُجُوداً فِي هَذِهِ الأَعْصَارِ_ : الحِرْصُ عَلَى مَعْرِفَةِ الحَقِّ مِنْ أَقْوَالِ المُخْتَلِفِينَ ، وَشِدَّةُ الدَّاعِي إِلَى ذَلِكَ ، الحَامِلِ عَلَى الصَّبْرِ وَالطَّلَبِ _كَثِيراً_ ، وَبَذْلِ الجَهْدِ فِي النَّظَرِ _عَلَى الإِنْصَافِ_ .

وَمُفَارَقَةُ العَوَائِد ، وَطَلَبُ الأَوَابِد...»(1) .

وَعَلَيْهِ :

فَقَارِنْ _حَفِظَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ_ بَيْنَ :

_ مَنْ يَرَى حُكْماً شَرْعِيًّا : أَنَّهُ حَقٌّ ، ثُمَّ يَلْتَزِمُ تَبِعَاتِهِ وَآثَارَهُ _كَمَا يَعْتَقِدُهَا_ ؛ سُكُوناً ، وَقُعُوداً ، وَإِدْبَاراً !!_ .

_ وَمَنْ يَرَى حُكْماً شَرْعِيًّا : أَنَّهُ حَقٌّ ؛ ثُمَّ يَنْكُصُ _أَمَامَ وَاجِبَاتِهِ وَمُسْتَلْزَمَاتِهِ_ فيمَا يَعْتَقِدُ هُوَ!_ عَلَى عَقِبَيْهِ ، وَيَهْرُبُ مِنْ بَيْنَ يَديْهِ ، وَيَرْضَى بِالقَولِ ، ويَسْتَكِينُ لِمُجَرَّدِ الكَلاَمِ ..

ثُمَّ يُجَادِلُ عَنْ ذَلِكَ ، وَيُجَالِدُ عَمَّا هُنَالِكَ _وَكَأَنَّه ابْنُ بَجْدَتِهَا ، وَأَبُو نَجْدَتِهَا!_ ؛ لَكِن : مِنْ وَرَاءِ (الإِنْتَرْنِت www ) ! وَفِي سَاعَةِ خَلْوَةٍ لَيْلِيَّةٍ _أَوْ نَهَارِيَّةٍ!_ مَعَ ... شَيْطَانِهِ _يَؤُزُّهُ ، وَيَهُزُّهُ_؛ فَتَرَاهُ :

يَكْذِبُ ..

وَيَحْلِفُ عَلَى هَذَا الكَذِبِ .

وَيَفْتَرِي ...

ثُمَّ يُصَدِّقُ نَفْسَهُ فِي فِرْيَتِهِ وَافْتِرَائِهِ!

وَيَخْتَلِقُ وَيَخْتَرِعُ ..

جَاعِلاً ذَلِكَ الأَصْلَ وَالأَسَاس _فِي الحُكْمِ عَلَى النَّاس_ ..

وَيَظُنُّ وَيَشُكُّ ..

ثُمَّ يُطْلِقُ أَحْكَامَهُ الوَاهِيَةَ الوَقاح (!) كَأَنَّهَا الحَقُّ الصُّرَاح ..

وَيَجْهَلُ _مُتَكَلِّماً فِيمَا لاَ يَدرِي بما لاَ يَعْرِفُ!_ ..

جَاعِلاً جَهْلَهُ بُرْهَاناً ، وَعَدَمَ مَعْرِفَتِهِ حُجَّةً وَبَيَاناً !!

ثُمَّ العَجَبُ -كُلُّهُ- لا يَكَادُ يَنْقَضِي مِمَّنْ (قَدْ) يُحِيلُك -عِندَمَا يُلَزُّ!- التِفَافاً ، والْتِواءً- إلى سواه.. لكنْ : عَلَى غَيْرِ مَلِيء؛ فَإِنْ كَانَ مَلِيئاً : فبالْكَذِبِ، والافْتِراءِ -بِلا امْتِراء- ... وَرَبِّ السَّمَاء ..

لكنَّ الله ناصِرٌ ؛ فَحَبْلُ الكَذِبِ -واللهِ- قصير ، وَذِراعُهُ أَبْتَر .. فَسَرْعَانَ ما انْكَشَفَتِ الأوراق، وانْتَصَرَ الخَلاّق ، وَبانَ حَالُ المُفْتَرِي الكَذُوبِ الأَفَّاق!!

{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهْ..} .

وَلَكِنَّ الوَقِحَ يستمرّ ، وعلى واقِعِه الفاشلِ -الباطِلِ- يستَقِرّ!!

فلا خُلُقَ ولا دين ، بل لا (نَخْوَةَ) ولا يقين ...

وَ.. أَقَلُّ القَلِيلِ -حَقيقَةً- مَنْ يَتَوَقَّفُ ، أَوْ يَتَأَنَّى ، أَوْ يَتَثَبَّتُ !

{وَقَلِيلٌ مِن عِبَادِيَ الشَّكُور} .

فَـ...

أَيْنَ (نَحْنُ) مِنَ الخَوْفِ مِنَ اللَّهِ ؟!

أَيْنَ (نَحْنُ) مِنْ أَهْوَالِ يَوْمِ القِيَامَةِ ؟!

أَيْنَ (نَحْنُ) مِنَ الحِسَابِ ؛ فَالثَّوَابِ وَالعِقَابِ ؟!

أيْنَ (نَحْنُ) مِنْ المُوَاجَهَةِ الحَاسِمَةِ -الآَتِيَةِ-ولا بُدَّ-؟!

الحياةُ قصيرَةٌ -يا هؤلاء- مهما طالت ، فتنبّهوا ، ولا تَلْهُوا!!

لَقَدْ أَمَّلْتُ -أَثَرَ ما كَتَبْتُ- أَنْ أَرَى :

شُعَاعَ إِنْصَافٍ ...

وَبَارقَةَ حَقٍّ ...

وَجَانِبَ صِدْقٍ ...

وَصَفَاءَ نَفْسٍ ..

... لَكِنِّي _فَوَاأَسَفَاهُ_ لَمْ أَرَ إِلاَّ مَا ابتَدأْتُ بِذِكْرِهِ ؛ مِمّا :

أَزْعَجَنِي ...

وَسَاءَنِي ...

وَأَرَّقَنِي ...

مِنْ (هَاتِيكَ) الصِّفَاتِ الظَّالِمَةِ ، وَ (تِلْكَ) الأَوْصَافِ المُظْلِمَةِ ...

أقولُ ذا ؛ مِن أجلِهِم -أَصَالَةً- لا مِنْ أَجْلي ...

عَافَانَا اللَّهُ وَإِيَّاكُم ...

و {لَنْ يَضُرُّوكُم إلاّ أَذَى} ..

وَأَمَلُنَا بِرَبِّنَا _جَلَّ فِي عُلاَهُ_ أَنْ يُثَبِّتَنَا عَلى مَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ الحَقِّ _بِمِنَّتِهِ وَتَوْفِيقِهِ_ :

فَلَنْ نَفِرَّ _مِنْ جَهَالاَتِهِمْ_ إِلَى الصَّحَارِي ، أَوِ (البَوَادِي) !

وَلَنْ نُغَيِّرَ جُلُودَنا (!) لِهَذَيانٍ يَصْدُرُ مِنْ هُنَا أَوْ هُنَالِكَ ؛ مِنْ (فِلِسْطينيٍّ) أخْرَق ، أو (غربيٍّ) بَقْبَق ، أو (حَضْرَمِيٍّ) أحمق !

وَلَنْ تُزَحْزِحَنَا _بِإِذْنِ اللَّهِ_ كَذِباتُ غَوِيٍّ أَوْ غَبِيٍّ _يَتَسَتَّرُ عَلَيْهَا صَاحِبُهَا (!) بِأَلْقَابٍ فَارِغَةٍ؛ لاَ تُسْمِنُهُ وَلاَ تُغْنِيهِ عَنْ جُوعِهِ- :

كـ (مُتعلِّمٍ) وهو جاهِل!

و (مُبتهِلٍ) وهو ذاهِل!!

و (مُوحِّدٍ) وهو صاهِل!!!

أَلْقَابُ مَمْلَكَةٍ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا كَالهِرِّ يَحْكِي انْتِفَاخاً صَوْلَةَ الأَسَدِ


وَإِنَّ أَعْظَمَ عَلاَمَاتِ الخِذْلاَنِ _وَأَوَّلَهَا_ : أَنَّ (هَؤُلاَءِ النَّفَرَ) فَاقِدُونَ لِلْحَدِّ الأَدْنَى مِنَ الشَّجَاعَةِ الأَدَبِيَّةِ _فَلاَ شَجَاعَةَ وَلاَ أَدَبَ!!_ :

فَتَرَاهُمْ لاَ يَكْتُبُونَ {إِلاَّ فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ} مِنَ الأَلْقَابِ الخَاوِيَةِ ، وَالهَالاَتِ المُتَهَاوِيَةِ {أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُر} حَوَاسِيبِهِمُ @ الظَّالِمَةِ ، فِي جُحُورِهِمُ المُظْلِمَةِ!!

وحقيقةً ؛ نَحْنُ -إلى الآن- لا نَعْرِفُ عن (حَقائِقِ!) هؤلاء الخَفافيش (!) أدنى شيءٍ :

هل هُم ذكورٌ -ولا أسْألُ عن رُجولَتِهِم ؛ فهم -يقيناً- ليسوا رِجالاً ؛ وإلاّ واجَهوا ، وصرَّحوا!- أم هُم إناث ؟!

هل هُم إنسٌ أمْ جَانّ ؟!

فَلْيَبرُزُوا -إذنْ- إن كانوا (حَقًّا) صادِقين!! لكنْ : أنَّى لَهُم ذلك ؛ وفاقدُ الشيء لا يُعطيه!!

وما أجْمَلَ ما رَواهُ الإمامُ مُسْلِمٌ في مقدِّمةِ «صحيحه» (رقم : 7 ) -مِمّا يكادُ ينطبِقُ-بل ينطِقُ- بأحوالِ هذهِ الفئَةِ :

«عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مَسْعُود -رَضِيَ اللهُ عنه- ، قال : إنَّ الشَّيْطَانَ لَيَتَمثَّلُ فِي صُورَةِ الرَّجُل، فَيَأتِي القَوْمَ فَيُحَدِّثُهُمْ بالحدِيثِ مِن الْكَذِب! فَيَتَفرَّقونَ ؛ فَيَقُولُ الرّجُلُ مِنْهُم : سَمِعتُ رَجُلاً أَعْرِفُ وَجْهَه ، وَلاَ أدْري مَا اسْمُهُ ؛ يُحَدِّث!! »

فكيف _بِاللهِ_ إذا لم (نعرف) لا جِسْمَهُ ، ولا رَسْمَهُ ، ولا اسْمَهُ!!!

لِذَا -أَقُولُها بِمِلءِ فِيَّ- :

هَذَا وَعْدٌ _وَاللَّهِ_ حَازِمٌ جَازِمٌ حَاسِمٌ -بإذن المولى-سُبحانَه- ؛ أَنَّنَا :

لَنْ نَسْكُتَ !

مَا دُمْنَا نَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَنَّهُ _يَقِيناً_ مِنَ الشَّرْعِ ، وَأَنَّهُ الحَقُّ وَالصَّوابُ ..

وَلَنْ نَسْكُتَ ؛ إِلاَّ :

إِذَا ظَهَرَتْ لَنَا حُجَّةٌ شَرْعِيَّةٌ تُسْكِتُنَا :

لاَ تَشْوِيشَ ، وَلاَ تَهْوِيشَ ، وَلاَ تَحْرِيشَ ...

وَمَنْ رَأَى العِبْرَةَ بِأَخِيهِ فَلْيَعْتَبِرْ ...

وَإِلاَّ :

فَلْيَسْكُتْ ، وَلْيَعْتَذِرْ ...

أَمَّا ذَلِكَ السَّفْسَافُ السَّاقِطُ _المُتَسَاقِطُ !_؛ فَلَنْ نُعَرِّجَ عَلَيْهِ ، وَلَنْ نَهْبِطَ لَهُ، أَوْ نَنْزِلَ إِلَيْهِ، وَلَنْ نُلَوِّثَ أَلْسِنَتَنَا بِاجْتِرَارِهِ ، وَلَنْ نَرُدَّهُ حَتَّى بِمُجَرَّدِ تَكْرَارِهِ!

إِذْ لَيْسَ لِهَذَا الهَذْيِ سِيقَانٌ يقِفُ عَلَيْهَا ؛ بَلْهَ أَقْدَامٌ يَقْدِرُ عَلَى المَشْيِ بِهَا!!

{بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَة وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَه} .

فَأَبْشِرُوا _يَا أَهْلَ الحَقِّ_ وَأَمِّلُوا ...

{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ} .

اللَّهُمَّ سَدِّدْنَا ، وَأَيِّدْنَا ، وَوَفِّقْنَا ، وَأَصْلِحْنَا ، وَأَكْرِمْنَا ، وَاهْدِنَا ، وَاهْدِ بِنا _يَا رَبَّنَا_ ..

ولَيْسَ لي -بَعْدُ- في هؤلاء الكَذَبَةِ المُفْتَرين ، الجَهَلَة (الحَاقِدين) ؛ الّذين لم يَجِدُوا -وللَّهِ الحَمْدُ- إلى الآن!- إلاّ كِذْبَهُم ، وَبَهْتَهُم ، وافتِراءَهُم -واللهُ الحَافِظُ- ؛ إلاّ أن أُحيلَهُم إِلَى اللهِ:

أن يَلْعَنَهُم إِذَا كَذَبُوا عَلَيَّ ...

أو أن يَقْلِبَ ذلكَ رَبِّي -عَلَيَّ- إذا كَانُوا صادِقينَ فِيَّ ..

فهل هُم يَقْبَلُون؟!

هل يَرْتَدِعُونَ و يَرْعَوُون ؟!

أقُولُ هذا مُطمئِنًّا -وأطلُبُهُ ، بل أُطَالِبُ بِهِ- واثِقاً ، مُوقِناً ، هادِئاً ، هانِئاً ، مُسترِيحاً ...

وواللهِ -الذي لا إلهَ إلاّ هو ، ولا ربّ سِواه- : إنَّ الظُّنونَ (!) قد طارَت بِي كُلَّ مَطار : بِحَقَّ هؤلاءِ الكَذَبَةِ الجُبَنَاءِ المُفْتَرِين -المُقَنَّعِين ، المُتَسَتِّرِين ، المُنْدَسِّين-!!

ولولا خِشْيَةُ رّبِّي -سُبحانَهُ- لأعْلَنْتُ ظُنُونِي ، وَكَشَفْتُ مَا عِنْدِي .. لكِنِّي أخْشَى رّبِّي -سُبْحانَهُ- وأَتَّقِيه ، وَهُوَ القائِل : {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}.....

وإنْ كُنْتُ (عَلى يَقِينٍ) أنَّ أكثَرْ هؤلاءِ -المُسْتَخْفِينَ الجُبَناء- لا يَسْتَحِقُّونَ هذا الحِرْصَ والتَّوَقِّي -وإلاّ ؛ فَلْيَبْرُزُوا مِن جُحُورِهِم!- .

لكنْ : ما لِي وَلَهُم ؟!

إنَّمَا أُرْضي رَبِّي ، وَلَنْ يَتِرَني -سُبحانه-....

فاللّهُمَّ {أِنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ} :

مغلوبٌ : بِكِذْبِهِم ، وجَهْلِهِم ، وَظُنُونِهِم -مِمّا ليس عِندي منه ، ولا أُقابِلُهُم بمثلِه- ...

لكنِّي -بِمِنَّةِ الله- : غالِبٌ ؛ مُنتَصِرٌ بِرَبِّي -وحَقِّي ، وَصَبْري- ...

فـ اللهمّ ثَبِّتْني ، و «.. أرِني ثَأري فِيمَن ظَلَمني» ...

عاجِلاً غَيْرَ آجِل ..

إلاّ أن يَتُوبوا ؛ أو يَذُوبوا ...

وواللهِ -الّذي لا يُحْلَفُ إلاّ بِهِ- إنَّ تَوبَةَ (هؤلاء) ، وَرُجوعَهُم ، وإنَابَتَهُم : أَحَبُّ إلَيْنا مِن نَقيضِ ذلك -مِمّا هُم فيه سادِرون!-... وإن كانَ ظاهِرُ ما هُم عَلَيْهِ -وللأَسَفِ الشّديد- خِلافَ ذلكَ -سَواءٌ في تَرَبُّصِهِم بِنا ، أوْ في واقِعِهِم مَعَ أَنْفُسِهِم-.

وما أجْمَلَ قَوْلَ رَبِّي -جَلَّ فِي عُلاه ، وَعَظُمَ فِي عالي سَمَاه- هِدايَةً ، وَسَكِينةً ، وأمَلاً-:

{ والَّذِيِنَ إِذَا أصَابَهُم البَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُون . وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِين . وَلَمَن انْتَصَر بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِن سَبِيل . إنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاْسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بَغَيْرِ الحَقّ أُولَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيم . وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إنَّ ذَلِكَ لَمِنَ عَزْمِ الأُمُور} .

إِلَى الدَّيَّانِ يَوْمَ الحَقِّ نَمْضي وَعِنْدَ اللَّهِ تَجْتَمِعُ الخُصُومُ

وَأَقولُ -على نَسَقِه- واللهُ المُسَدِّدُ- :

فَنُصْرَةُ رَبَّنا لِلْحَقِّ دَوْماً يُقَضُّ بِنُورِها الفَسْلُ الظَّلُومُ

فَتُبْ يا كاذِباً تَوًّا وَأَصْلِحْ لِمَا أنتَ بِهِ حَقًّا مَلُومُ

وإلاّ كُنْتَ في جَهْلٍ تَردَّى وَظُلْمُ النّفْسِ مُرٌّ يا غَشُومُ

وَرَبُّ العالمين يُحِبُّ عَبْداً يَقولُ الحَقَّ يَجْلِسُ أو يَقومُ

لكنْ :

مَعْذِرَةً -أخي الطَّالِبَ الحَقَّ- :

هل (أولئِكَ!) _فِيما تَحْسَبُ_على أهلِيَّةِ استيعابِ (المُراد) -بالحقِّ إلى الحقِّ-؟!

أرجو ذلك ...

وَ ... آخِرُ دَعوانا أنِ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ .