الرشوة في اليمن
لا شك ولاريب أن اليمنَ تَحْتَلُ مَرْتَبَةً مُتَقَدِّمَةً فِيْ مُمَارسَةِ جَرِيْمَتَا الرَشْوَةُ والفَسَادُ ، التي أَصْبَحَتَا رُوْتِيْنَاً يُمَارَسُ فِيْ المُؤَسَسَاتِ المُخْتَلِفَةِ سَوَاءً المُؤَسََسَاتِ التَعْلِيْمِيِةِ أو المُؤَسَسَاتِ الخِدْمِيِّةِ أو المُؤَسَسَاتِ القَضَائِيَّة أو المُؤَسَسَاتِ العَامَّةِ والتي يَنْبَغِيْ أنْ تُصْْرََفَ مَوَارِدَهَا فِيْ خِدْمَةِ المُوَاطِنِيينْ . لكِنْ للأسف الشديدأصبحت منفعة هذه المؤسسات حكرا على أشخاص محدودين، يتحكمون في طريقة عملها وأدائها . وهذا ما جعل اليمن وطنا خصبا لتعشيش الرشوة التي تعتبر ناتج من نواتج الفساد في مؤسسات الدولة ، ومن الاسباب التي جعلت اليمن من الدول المتقدمة في الفساد المؤسساتي هو غياب الدور الرقابي والمحاسبي على المسؤلين والموظفين والذي لووجد لحفظ للمواطنين حقوقهم ،وهذا الامر يعكس مدى ضعف الدولة في السيطرة على هذا الداء واجتثاث منابته بل أن ذلك يفسر أن الدولة نفسها غارقة في الفساد الذي ما زالت ولا تزال اليمن تدفع ويلاته.
كذلك لايمكن أن نتناسى أننا نحن من هيئنا هذا الجو من خلال التعامل بالرشوة والتجاوز عن المخالفات سوء بدفع الرشاوي للموظفين أو السكوت عن ذلك. وكذلك نحن من ساعدناه في تأصيل جذوره في الكيان الاجتماعي للمواطن من خلال تكون مفهوم خاطىء وهو أنه لا يمكن أن ينجز أي عمل له صلة بمؤسسات الدولة إلا إذا دفع الرشوة ، وقد يتسآل البعض أنه بالفعل لايمكن أن يستخرج وثيقة أو ينجز عمل إلا بدفع الرشوة ، أقول أليس هذا الموظف الذي تدفع له الرشوة يمثل صورة المجتمع الذي ينتمي إليه أي أنه يمثل النسيج المجتمعي الذي يتلائم معه الناس إذاً الموظف هو جزء منا ولو كان هناك تصدي لهذا الموظف وعدم التعامل معه بالرشوة لتلاشت من مجتمعنا.
وقد يقول البعض كيف للرشوة أن تتلاشى والمرتبات والاجور التي يحصل عليها الموظف أو الشرطي أو المدرس متدنية جدا مما يجعل الموظف يميل إلى سد حاجته عن طريق الرشوة أقول له يا أخي تدني الاجور والمرتبات ليس عذر أو ذريعة للقبول الرشوة لان الاضرار التي تتولد نتيجة الرشوة أكبرمن المنافع المادية من الرشوة نفسها حيث أن الشخص بارتكابه الرشوة يبيع أمانته ومكانته وأخلاقه وماذا تساوي المبالغ المالية أمام فقدان الأمانه والاخلاق ، فماذا لو كان الشخص صابر على تدني المرتبات مع أداء العمل المنوط به على أكمل وجه ألا يزيد ذلك من مقامه ويجعله أكثر تقديرا واحتراما في أوساط المجتمع مما يكون مجتما متماسكا أمينا .
في الاخير أقول الفساد في اليمن له صور عديدة ومتعددة وقد اخترت جزء بسيط وهي الرشوة التي لا يكاد بيت في اليمن وخصوصا (مديرية جبن بقراها وعزلها) إلا وقد تعامل بالرشوة سوء كان راشي أو مرتشي
وما يزيد الامر خطورة أننا مازلنا نعتبر ذلك أمر هينا مقارنة مع ما يأخذه المسؤلين الكبار لكن يجب أن نتذكر أن الامور الصغيرة هي من كونت الأمور الكبيرة.

إذا كانت هناك أسباب تودي إلى التعامل بالرشوة أرجو من الاعضاء الكرام أن يذكروها لكي نستفيد جميعا