الحوثي يفر إلى تحت إبط المشترك ويركع لمشاريع حميد الأحمر
السبت, 10-أكتوبر-2009
نبأ نيوز- خاص -
في تحول مفاجيء، لم يجد زعيم التمرد عبد الملك الحوثي لنفسه ملاذاً للنفاذ بجلده من قدره السحيق، غير أن يجثو بين قدمي، من كان يصفه "خصماً لدوداً"، الشيخ حميد الأحمر، رئيس لجنة الحوار الوطني- معلناً البيعة للجنة الحوار، ومباركاً "مشروع الانقاذ الوطني" الذي تتوافق عليه المعارضة ويرفضه الحزب الحاكم، في نفس الوقت الذي تتردد أنباء عن تلقيه وعوداً من بعض أحزاب المشترك بتمكينه من اللجوء إلى بلد خليجي.



فقد أصدر الحوثي اليوم السبت بياناً، صاغه بلغة في غاية التهذيب، أكد فيه أنه قام بدراسة مشروع الانقاذ الوطني "دراسة متانية"، ورأى فيه (جهد قيم شمل أغلب مشاكل البلد لما تضمنه من تشخيص الأزمة التي يمر بها اليمن وطرح الحلول والمعالجات والأفكار والعودة إلى حوار حقيقي وجاد مع كل الأطراف اليمنية للخروج برؤية وطنية تشمل معالجات كل قضايا البلد كون الحوار هو الحل الوحيد الذي يصل باليمن إلى بر الأمان)، معلناً استعداده "للحوار والتعامل بإيجابية مع كل الدعوات الوطنية".



مصادر سياسية يمنية اعتبرت "اللغة المهذبة" للبيان، والقبول بمشروع الانقاذ إنما هو مؤشر غير قابل للجدل على أن الحوثي بلغ أسوء درجات إنهياره، ويحاول انقاذ نفسه بأي شكل من الأشكال.. مرجعة ذلك إلى ما سبق أن عقب به الحوثي على لقاء حميد الأحمر مع قناة الجزيرة، والذي نعته بأقبح الصفات، واتهمه وأخوانه وقبيلته بهدر دماء أبناء صعدة، وأنهم هم ومن تبعهم من "البشمركة"- على حد تعبيره- من يقاتلون الحوثيين، وينهبون أراضيهم وممتلكاتهم..



وقالت المصادر: أن ارتماء الحوثي في حضن الشيخ حميد الأحمر- الذي يقود مشروع الانقاذ- بعد كل ما اتهمه به وصنفه ضمن أعداء التمرد، يكشف النقاب عن أمرين: أولهما حجم حالة اليأس التي آل إليها الحوثي، وثانيهما إمكانية وجود صفقة مساومة بين الحوثي وحميد الأحمر والمشترك بشكل عام.. موضحاً أنه بعد أن أصبحت الدولة قاب قوسين أو أدنى من القضاء النهائي على التمرد، فإن الحوثي يسعى لخطف النصر على السلطة من خلال تسليم أمره للمعارضة بادخالها كوسيط تكفل اقناع السلطة بالسماح له وبعض الأتباع المخلصين بمغادرة اليمن لينتهي بذلك التمرد، وتظهر المعارضة بمظهر "المنقذ لليمن" من ويلات الحرب.



ومما يرجح ما سبق ذكره، هو ما كشفه لـ"نبأ نيوز" عدد من المغتربين اليمنيين في الخليج الذين قدموا خلال اليومين الماضيين للمشاركة بمؤتمر المغتربين الذي بدأ أعماله اليوم، من أن ثمة أنباء تواردت مسامعهم عن لقاءات عقدتها الأسبوع الماضي قيادات في أحزاب المشترك مع جهات رسمية خليجية، تناولت مقترحات تتعلق بوقف الحرب في صعدة، لم يتبين لهم فحواها.. إلاّ أن الموقف الذي ترجمه المشترك منذ بداية الحرب السادسة ينبيء بأن تلك اللقاءات تصب لصالح إنقاذ الحوثي، خاصة في ظل تزامن ذلك مع إعادة تأجيج جبهة الحراك الانفصالي في الجنوب، الذي سعى لتخفيف الضغط العسكري والأمني على الحوثيين.



ويبدو أن المؤشرات التي أفرزتها الـ24 ساعة الماضية كلها تؤكد أن الحوثيين يتهيبون ضربة قاضية متوقعة في أي لحظة قادمة.. فقد كشفت "نبأ نيوز" في تقرير سابق لها اليوم السبت عن انتقال كبار قادة الجيش والأمن إلى مقرات ميدانية متقدمة على تماس مع خطوط المواجهة، وتدشين زيارات تعبوية لمختلف الوحدات.. إلى جانب وصول وحدات عسكرية جديدة الى منطقة قريبة من ميدان المعركة- تتحفظ "نبأ نيوز" عن كشف التسميات- وما زالت بانتظار أوامر الانتشار.. علاوة على أن العديد من الرموز العسكرية والأمنية المقربة من الرئيس- سواء من الأسرة أو خارجها- توجهت إلى ساحة المعركة، استعدادا لخوض جولة "مصيرية" في حسابات السلطة..



ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أن الرئيس علي عبد الله صالح قام اليوم السبت بزيارة (قاعدة الشهيد الديلمي الجوية)، التي تعد الأفضل على مستوى اليمن، وقام خلال الزيارة بتعبئة أفراد القاعدة، ودعاهم الى اليقضة والحذر، متوعداً عصابة الارهاب والتخريب بعدم التساهل معها، وقال: "ان هذه العصابة عادت من كهوف الماضي في محاولة لاعادة التاريخ الى الوراء غير مدركة ان التاريخ يسير الى الامام ولن يعود