الحسناء , ايتها , اعذريني


اعذريني ايتها الحسناء


إني مضطرب تختلج مشاعري أيتها الجميلة........
حين يكاد يستـلُّ شذاك قلبي , حين يلوح إليّ حتفي ...أقول: هل بحقٍّ أنتِ أوْلى؟

هذا حبري أزجّ به غير مبالٍ....

أيتها الحسناء ... ألا تريْن أني لم أُعْطَ عينان ثاقبتان تنظرانِ مكنونَ الغيب , ولم أملك فراسة تكفي لمعرفة ما طُويت عليه صحائف الأيّام ؟ لذا فإني لستُ أحسن أسر قلبي في سجن المجهول ....
فما أدراني , ألي أنتِ أم لسواي ؟
ثمّ إنها الأمانة يا حسناء..فإن أنا تاجرت بالخداع معَ ناسٍ فإني لست أهوى أن تكوني منهم....

اعذريني ,,فإنّي لستُ مِلْكي يا جميلة !!

اعذريني ,,, فقد علِقت بي كلاليب المآسي وقيّدتني سلاسل الآلام ...تعثّر قلبي هنا في أنينٍ يتسلّل من تحت الركام , هنا وقفت على أثر انهدام, لست أقدرُ أن أمضي لا أُبالي ...
أين أؤوي هؤلاء؟ أفبعد أن ركلتهم الدنيا , تركلهم قلوبنا من أجل حسناء؟!
قد آويتهم في روحي في عروقي ...إنهم نبض قلبي , إنهم نور فؤادي , إنهم وقود عزمي.

هنا أمسك بيدي ورقات متناثرة من مصحف كان عزيزا ...هنا مزّقه اللئام , تناثر يصيح : أيها الولهان..أين أنا فيك؟!!
فأجبته : انت في قلبي يا كتاب ربّي , مددي أنت وسرّ حياتي , قائدُ خَطْوِي في الظلماتِ, أنت أنيسي في الخَلَوَاتِ , فيك يقينًا سِرُّ نجاتي.

هنا عرقلتـني خيوط من نور وأمسكتني ...! أنا سيرة الحبيب ...أيها الولهان ...أين أنا؟!!
فأجبتها : أنتِ في قلبي يا سيرة الحبيب , أوَ من دونك عيشٌ يطيب ؟

لست أدري يا جميلة ...كلّ هذا في قلبي مُحتشد!
فإن وجدت مكانًا لكِ فاجلسي ولست أحسَبُ أن تلاقي إلا ركنا لا أمُرُّ عليه أبد الدّهر.

كلمات مما جال في خاطري


المصدر: منتديات هدوء - من قسم