مؤتمرات قبلية – أم مؤامرات :

أهم المؤتمرات القبائلية ، كان المؤتمر الشهير الذي دعا إليه زعماء القبائل نتيجة لما لحق بهم من ضرر بعد محاولة السلطة ـ أثناء فترة حكم الرئيس الحمدي ـ الحدّ من نفوذهم، وإقصاء وجودهم السياسي ، والعسكري داخل مؤسسة الحكم.. المؤتمر المنعقد في منطقة "خَمِر" .. عاصمة "عمران" ، ومعقل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر في أواخر عام 1975م ، وسمي المؤتمر باسمها، كان على خلفية قيام ( الرئيس الحمدي ) بحلّ مجلس الشورى ذي الأغلبية القبلية الذي كان يرأسه الشيخ عبدا لله بن حسين الأحمر.. عندما انتهت ولاية المجلس بناء على المادة الخمسين من دستور 1970.. وكان المجلس قد شُكل في نفس العام، واشترطت المادة أن تكون مدته أربع سنوات شمسية، أما مهامه فقد تحددت ـ بحسب الدستور ـ القيام بانتخاب أعضاء المجلس الجمهوري، ومراقبة السلطة التنفيذية، ومنح الثقة للحكومة، وحجبه عنها، كما مثّل الهيئة التشريعية العليا للدولة ومع مّضيّ الرئيس الحمدي قدماً في تنفيذ سياسته من إقصاء الشيوخ عن المراكز القيادية، ومحاولته مصادرة أسلحة القبائل، وتقوية السلطة المركزية.. اغتيل بعد فترة قصيرة من تطبيق سياسته، وأرجع كثير من المحللين عملية الاغتيال إلى مقررات مؤتمر "خَمِر" التي صعّدت من لغة الصراع مع الرئيس الحمدي ..



توازن ديمقراطي .. يدعو للضحك :

1 - زكّى الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح "المعارض" مرشح الرئاسة المنتمي إلى " حزب المؤتمر الحاكم"عام 2006.. مع أنّ المعارضة ـ ومنها حزب " الإصلاح " الذي يترأسه الشيخ ـ كانت قد تقدمت بمرشح مستقل للرئاسة ؟؟؟ في الوقت ذاته كان موقف أبنه ـ الشيخ الشاب حسين الأحمر ـ عضو الأمانة العامة للحزب الحاكم داعماً قوياً لمرشح المعارضة ؟؟.. وهي المرة الأولى التي يدعم فيها الشيخ حسين المعارضة وكان ذلك على خلفية الخلافات التي نشبت داخل حزب المؤتمر الحاكم نتيجة عدم تزكية الشيخ الشاب للوصول إلى منصب أمين عام حزب المؤتمر الحاكم في الانتخابات الداخلية الأخيرة لحزب "المؤتمر" والتي جرت في عام 2005..



2 - أيضا ما حدث في الانتخابات النيابية الأخيرة التي جرت عام 2003م عندما انسحب الشيخ صادق بن عبد الله الأحمر الممثل لحزب "الإصلاح المعارض" لصالح أخيه الشيخ حسين الممثل لحزب "المؤتمر الحاكم"، وعلى الرغم من مخالفة هذا الانسحاب لقانون الانتخابات .. إلاّ أن الدولة صمتت على هذه المخالفة الصريحة مقابل مقايضة نفذتها بعد ذلك بانسحاب الشيخ حسين لصالح أحد المشايخ ( كان مرشحاً في دائرته)، مقابل أن ينسحب شيخ آخر ـ يدعمه حزب المؤتمر ـ كان قد ترشح في ذات الدائرة التي ترشح فيها الشيخ عبد الله والذي كان قد هدد بالانسحاب إذا استمر ترشح هذا الشيخ في دائرته....وإذا كنّا نتفهم طبيعة العلاقة الحميمة بين الرئيس علي عبدا لله صالح ، والشيخ عبد الله الأحمر( حتى وإن شابتها بعض الرواسب في قليل من الأحيان، فقد اتسمت بالاسترضاء والاقتسام في أغلب المراحل لإدراك الرئيس طبيعة النفوذ الذي يمثله الشيخ الأحمر باعتباره رمزاً لقبائل اليمن ) .



روافض ، و نواصب .. أساس الحروب الستة.. ردّ التحيّة للملكة العربيّة السعوديّة :

بعد انتهاء حرب صيف 1994 وانتصار قوات الشرعية والوحدة التي كان يقودها الرئيس علي عبدالله صالح على قوات الانفصاليين بقيادة بعض قيادة الحزب الاشتراكي اليمني، ساد سوء التفاهم الذي أدى إلى توترٍ شديد في العلاقات اليمنية السعودية التي دعمت قوى الانفصال ، والردة في تلك الحرب التي لاتزال اليمن تعاني من ذيولها ومخلفاتها حتى اليوم، فأراد الرئيس الصالح أن يرد لها الصاع صاعين من خلال تشجيع حركة شيعية مناوئة للمذهب الوهابي الحاكم في المملكة على حدودها المتاخمة لبعض المناطق التي تدين بالمذهب الاسماعيلي الشيعي أيضا والتي سببت قلقا كبيرا للسلطات السعودية منذ نشأتها..



قام الرئيس الصالح بدعم وتشجيع النائب في البرلمان السيد حسين الحوثي الزيدي على الطريقة الجاوردية القريبة من الاثنى عشرية على تكوين تنظيم ديني تحت مسمى الشباب المؤمن للوقوف في وجه المد السني الوهابي في صعده التي كانت ولا تزال تشجعه وتدعمه السعودية، ولكي يضرب بهم تنظيمات وقوى وأحزاب سياسية أخرى حسب سياسته المعتادة ( فرّق تسد) التي يحكم بها اليمن منذ توليه مقاليد السلطة ..



أهم نتائج الحروب الخمسة الماضية .. على نفسها جنت براقش :

1 - الحرب الأولى التي بدأت في 18 يوليو 2004 ، ومقتل مؤسس الجماعة وقائدها حسين الحوثي، إلاّ أنهم تمكنوا من التوسع إلى خارج منطقة تواجدهم القوي ...



2 - وفي نهاية يناير 2005 بدأت الحرب الثانية من نقطة جغرافية جديدة؛ فبعد أن كانوا متمركزين في جبل مران توسعوا إلى كل مديرية حيدان ...



3 - ثم بدأت الحرب الثالثة في مارس 2006، من مديريات مجاورة كـ (ساقين ، والمجز ، وحيدان) حتى انتهت مع وصولهم إلى محيط مدينة صعدة عاصمة المحافظة، وتوقفت بفعل اتفاقيات سرية تضمن سلامة أجواء الانتخابات الرئاسية والمحلية التي جرت في ديسمبر من العام ذاته...



4 - ما ميّز الحرب الرابعة التي بدأت في إبريل 2007 هو أن الحوثيين لم يستطيعوا إخفاء رغبتهم في السيطرة على كامل محافظة صعدة، واعتمدوا على أساليب الهجوم ضد قوات الجيش ، ومؤسسات الدولة في عاصمة المحافظة... حتى هذه الحروب الأربعة كانت الدولة تتعامل معهم بأسلوب المد والجزر؛ فتارة تتحاور معهم وتطلق سراح أتباعهم وتغري قياداتهم بالمال ، وتارة تشنّ هجمات عسكرية غير مدروسة وغير محسوبة ، مما كلفها الكثير من الخسائر المادية والبشرية ، في حين بقي الحوثيون معتمدين على أساليب جمعت بين حرب العصابات وامتصاص الضربات أثناء المواجهات وبين التمدد والسيطرة على مناطق جديدة وتجنيد أنصار جدد أثناء الهدنة أو التوقف



5 - أما الحرب الخامسة بين الحوثيين والجيش ، فكانت بمثابة (جرس الإنذار) للنظام اليمني، فالحوثيون لم يعودوا يبحثون عن أمنهم في صعدة كما يقولون ، بل ينظرون إلى بعيد حيث يجلس الرئيس صالح وإن لم يعلنوا ذلك ، ففي هذه الحرب التي بدأت في فبراير 2008 تمكنوا من توسعة دائرة المواجهات إلى منطقتي بني حشيش في محافظة صنعاء وحرف سفيان في محافظة عمران ليصبح التمرد متمددا في ثلاث محافظات ..عقب ذلك لجأ الرئيس علي عبد الله صالح إلى قبول توقيع اتفاقية مع الحوثيين بإشراف طرف عربي في محاولة منه للبحث عن طرق لإنهاء الصراع الذي بدا أكبر من حجمه الطبيعي، وزادت المخاوف منه مع تصاعد ضراوته بالتوازي مع قلاقل شهدتها المحافظات الجنوبية وخروج مظاهرات تطالب بالانفصال وفك الارتباط بين شطري البلدين اللذين توحدا في 22 مايو 1990.



ساعد على كتابة هذا المقال .. كتب ، و بحوث ، و مقالات ، و مدونات لكتاب يمنيون كثيرون .. لهم خالص الشكر