القد عانى الشعب اليمني الكثير من المآسي والكوارث والمحن على امتداد تاريخه الطويل سواء في مرحلة حكم الإمامة في الشمال والعهد الاستعماري البريطاني في الجنوب أو بعد قيام الجمهورية العربية اليمنية إثر ثورة سبتمبر/ أيلول 1962 في الشمال التي وضعت حداً لنظام الإمامة (القروسطوي)، واندلاع ثورة 14 أكتوبر/ تشرين الأول التي طردت القوات البريطانية من الجنوب وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (1968م). يكفي أن نذكر أن الزعماء والرؤساء كافة الذين تعاقبوا على السلطة في الشمال والجنوب كان مصيرهم القتل أو الاغتيال أوالإبعاد القسري ففي الشمال تم إبعاد المشير عبدالله السلال قائد ثورة الجيش وأول رئيس للجمهورية وما لبث أن عزل خلفه القاضي عبدالرحمن الأرياني من رئاسة مجلس الرئاسة. أما الرئيس الثالث المقدم إبراهيم الحمدي فكان مصيره الاغتيال (1977م) في ظروف غامضة، ويعتقد بأن العقيد الغشمي الذي خلفه كان متورطاً فيها، ولم يستمر خليفته العقيد الغشمي في السلطة سوى فترة قصيرة إذ اغتيل بدوره في العام 1978م، ووجهت أصابع الاتهام بضلوع الرئيس اليمني الجنوبي آنذاك سالم ربيع علي (سالمين) في مقتله إثر تسلمه لحقيبة مفخخة من قبل ممثل الرئيس سالمين، ولم يكن الوضع في الجنوب بأفضل حالاً إذ تم إبعاد الرئيس قحطان الشعبي في العام 6819م إثر اندلاع صراع حاد بينه وبين التيار اليساري في الجبهة القومية الحاكمة، غير أنه سرعان ما دب النزاع والخلاف بين الرئيس سالمين ومعظم أعضاء المكتب السياسي وذلك لأسباب شخصية وفئوية وأيديولوجية وتم إعدام سالمين بعد فشل محاولته في تصفية أعضاء اللجنة المركزية ومكتبها السياسي. إثر انعقاد المؤتمر التأسيسي الأول للحزب الاشتراكي اليمني الذي وحد الفصائل اليسارية الرئيسية في حزب تبنى ''الاشتراكية العلمية'' انتخب الأمين العام للحزب عبدالفتاح إسماعيل رئيساً لمجلس الدولة، وذلك على غرار النموذج السوفيتي في توحيد قيادة الحزب والدولة بيد الأمين العام، غير أنه سرعان ما دب الخلاف بين أعضاء القيادة الجديدة ودفع الصراع المحتدم إلى ''استقالة'' عبدالفتاح إسماعيل (إبريل/ نيسان 1980) من منصبي الأمانة العامة ورئاسة مجلس الرئاسة ''لأسباب صحية'' واختار موسكو لتكون منفاه الاختياري غير أن الصراع تجدد بعد فترة هدوء وترقب استمر بضع سنوات، ولم تنفع محاولات التهدئة والمصالحة التي قامت بها بعض الأحزاب في الدول الاشتراكية السابقة، والكثير من الأحزاب الاشتراكية واليسارية العربية، كما لم تؤد عودة عبدالفتاح إسماعيل مجدداً من منفاه إلى اليمن إلى تخفيف حدة الصراع بين علي ناصر محمد وأنصاره من جهة، وخصومه الذين انضم إليهم عبدالفتاح إسماعيل الذي تولى منصبا فخريا، يتمثل في رئاسة الحزب الاشتراكي من جهة أخرى. بلغ الصراع ذروته في أحداث يناير/ كانون الثاني 8619 الدامية والتي أدت إلى مصرع الكثير من القيادات التاريخية للثورة والحزب (عبدالفتاح إسماعيل، صالح مصلح، وعلي عنتر )، إلى جانب مقتل وجرح الآلاف من الطرفين، واضطر الرئيس علي ناصر محمد والآلاف من أنصاره إلى المغادرة إلى صنعاء، ثم استقر به المطاف في دمشق، مما مهد الطريق لانتخاب علي سالم البيض خلفاً له في قيادة الحزب الاشتراكي ورئاسة الدولة في اليمن الديمقراطية. سواء في مرحلة حكم الإمامة في الشمال والعهد الاستعماري البريطاني في الجنوب أو بعد قيام الجمهورية العربية اليمنية إثر ثورة سبتمبر/ أيلول 1962 في الشمال التي وضعت حداً لنظام الإمامة (القروسطوي)، واندلاع ثورة 14 أكتوبر/ تشرين الأول التي طردت القوات البريطانية من الجنوب وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (1968م). يكفي أن نذكر أن الزعماء والرؤساء كافة الذين تعاقبوا على السلطة في الشمال والجنوب كان مصيرهم القتل أو الاغتيال أوالإبعاد القسري ففي الشمال تم إبعاد المشير عبدالله السلال قائد ثورة الجيش وأول رئيس للجمهورية وما لبث أن عزل خلفه القاضي عبدالرحمن الأرياني من رئاسة مجلس الرئاسة. أما الرئيس الثالث المقدم إبراهيم الحمدي فكان مصيره الاغتيال (1977م) في ظروف غامضة، ويعتقد بأن العقيد الغشمي الذي خلفه كان متورطاً فيها، ولم يستمر خليفته العقيد الغشمي في السلطة سوى فترة قصيرة إذ اغتيل بدوره في العام 1978م، ووجهت أصابع الاتهام بضلوع الرئيس اليمني الجنوبي آنذاك سالم ربيع علي (سالمين) في مقتله إثر تسلمه لحقيبة مفخخة من قبل ممثل الرئيس سالمين، ولم يكن الوضع في الجنوب بأفضل حالاً إذ تم إبعاد الرئيس قحطان الشعبي في العام 6819م إثر اندلاع صراع حاد بينه وبين التيار اليساري في الجبهة القومية الحاكمة، غير أنه سرعان ما دب النزاع والخلاف بين الرئيس سالمين ومعظم أعضاء المكتب السياسي وذلك لأسباب شخصية وفئوية وأيديولوجية وتم إعدام سالمين بعد فشل محاولته في تصفية أعضاء اللجنة المركزية ومكتبها السياسي. إثر انعقاد المؤتمر التأسيسي الأول للحزب الاشتراكي اليمني الذي وحد الفصائل اليسارية الرئيسية في حزب تبنى ''الاشتراكية العلمية'' انتخب الأمين العام للحزب عبدالفتاح إسماعيل رئيساً لمجلس الدولة، وذلك على غرار النموذج السوفيتي في توحيد قيادة الحزب والدولة بيد الأمين العام، غير أنه سرعان ما دب الخلاف بين أعضاء القيادة الجديدة ودفع الصراع المحتدم إلى ''استقالة'' عبدالفتاح إسماعيل (إبريل/ نيسان 1980) من منصبي الأمانة العامة ورئاسة مجلس الرئاسة ''لأسباب صحية'' واختار موسكو لتكون منفاه الاختياري غير أن الصراع تجدد بعد فترة هدوء وترقب استمر بضع سنوات، ولم تنفع محاولات التهدئة والمصالحة التي قامت بها بعض الأحزاب في الدول الاشتراكية السابقة، والكثير من الأحزاب الاشتراكية واليسارية العربية، كما لم تؤد عودة عبدالفتاح إسماعيل مجدداً من منفاه إلى اليمن إلى تخفيف حدة الصراع بين علي ناصر محمد وأنصاره من جهة، وخصومه الذين انضم إليهم عبدالفتاح إسماعيل الذي تولى منصبا فخريا، يتمثل في رئاسة الحزب الاشتراكي من جهة أخرى. بلغ الصراع ذروته في أحداث يناير/ كانون الثاني 8619 الدامية والتي أدت إلى مصرع الكثير من القيادات التاريخية للثورة والحزب (عبدالفتاح إسماعيل، صالح مصلح، وعلي عنتر )، إلى جانب مقتل وجرح الآلاف من الطرفين، واضطر الرئيس علي ناصر محمد والآلاف من أنصاره إلى المغادرة إلى صنعاء، ثم استقر به المطاف في دمشق، مما مهد الطريق لانتخاب علي سالم البيض خلفاً له في قيادة الحزب الاشتراكي ورئاسة الدولة في اليمن الديمقراطية.